إن فكرة الطفو في الفضاء المظلم بحد ذاتها مخيفة وهي تراود كل رائدي الفضاء. وهدا النوع من التخيلات يظهر ويجسد غالبا في العديد من الأفلام من قبيل : Gravity. ولكن مدا لو حقا حصل ذلك؟
إن وكلات الفضاء مثل ناسا تؤمن العديد من بروتوكولات الامان لرواد فضائها ، حتى لا يتجرفوا في الفضاء الشاسع ، فعل سبيل المثال يربط كل رائد فضاء حبل سميك قابل للسحب يبلغ طوله 26 مترا بالمركبة الفضائية وقوة شد تبلغ 1200 باوند
، ولكن اذا فشل هذا الحبل القوي في انقاذ رائد الفضاء فحينها سيستعين بأداة أكثر أمامنا ، وهي تدعى سامبلي فايد اد اوف اوفاريسكيو
وهي عبارة عن طائرة صغيرة تكون مرتبطة ببطلة رائد الفضاء ويستطيع التحكم بها لتعيده الى المحطة الفضائية .
لكن ماذا لوكان رائد الفضاء فاقدا لوعيه ولا يستطيع التحكم في الطائرة ، فحينها سيكون الخيار الوحيد المتبقي هو اجراء مهمة انقاذ من طرف زملائه ولكن عملية الانقاذ قد تكون في غاية الصعوبة ، ولذلك لا يوجد أي مركبة فضائية يمكن استخدامها لاسترجاع رائد الفضاء الذي انجرف بعيدا لذا فاذا تمزق حبل الانقاذ تعطلت الحزمة الطائرة وفشل الرواد الاخرون بإنقاذه بنجاح فحينها ستسبح في الفضاء دون ان تتحكم في وجهتك ومهما حاولت الركل والضرب لتغير مسارك فلن تفلح في ذلك ، إضافة الى هذا سينعدم وزنك لذلك ستصبح خفيف الوزن لدرجة لا تصدق ، ان جاذبية الارض ستسحبك لذا ستظل تدول حول مسار الارض في تجربة مريعة تدوم لمدة 8 ساعات، حتى ينفجر خزان الاكسجين ، هذا اذا كانت بزتك لا تزال في حالة جيدة لكن إذا تمزقت فرحلتك في الفضاء ستكون جد قصيرة ، وفي الغالب ستفقد وعيك في غضون 15 ثانية ، كما سيغلي دمك وكل السوائل الموجودة في جسدك ، ثم ستتجمد وذلك لانعدام ، ستنتفخ اعضاء جسمك ضعف حجمها الاصلي كل هذا في دقائق معدودة ، ولكن اذا انجرفت بعيدا عن مركبتك في الجهة اليمنى ، فهناك احتمال ان تنجرف نحو الارض ، لكنك لن تنجح في الوصول الى الارض ، وذلك لأنك لن تتمكن من اختراق الغلاف الجوي بنجاح ، بل ستحترق تمام كالنيازك .