الشفقة على النفس
ومن عيوبها : استحسان ، ما ترتكبه من الأمور ، واستقباح أفعال من يرتكبها أو يخالفه.
ومداواتها : اتهام النفس ، لأنَّها أمارة بالسوء ، وحسن الظن بالخلق ....
ومن عيوبها : الشفقة على النفس والقيام بتعهدها
ومداواتها : الإعراض عنها ، وقلة الاشتغال بها ، ولذلك سمعت جدي رحمة الله عليه يقول : من كرمت عنده نفسه هان عليه دينه.
من عيوب النفس : الانتقام لها
ومن عيوبها : الانتقام لها ، والخصومة عنها ، والغضب لها.
ومداواتها : عداوتها وبغضها ومحبة الدين والغضب لارتكاب المناهي ، كما روى عن النَّبيِّ {صلى الله عليه وسلم} : { أنه ما انتقم لنفسه قط إلا ان تنتهك محارم الله فكان ينتقم لله }.
ومن عيوبها : اشتغالها بالإصلاح الظاهر لزينة الناس وغفلته عن إصلاح الباطن الذي هو موضع نظر الله عزَّ وجلَّ
ومداواتها : أنْ يتيقن : أنَّ الخلق ، لا يكرمونه إلا بمقدار ، ما جعل الله له في قلوبهم ، ويعلم أنَّ باطنه موضع نظر الله ، فهو أولى بالإصلاح من الظاهر ، الذي هو موضع نظر الخلق .
قال الله تعالى : ( ... إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) 30 * ، وقال النَّبيُّ {صلى الله عليه وسلم} : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) 31 * .
الاهتمام بالرزق
ومن عيوبها : اهتمامها بالرزق ، وقد ضمن الله ذلك ، وقلة اهتمامها ، بعمل افترضه الله عليه ، لا يقوم عنه غيره.
ومداواتها : أنْ يعلم : أنَّ الله الذي خلقه ، ضمن له كفاية رزقه ، فقال عزَّ وجلَّ : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ .. ) 32 * ، كما لا يشكر في الخلق ، لا يشكر في الرزق.
سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت محمد بن عبيد يقول : يحكى عن حاتم الأصم ، أنه قال : ما من صباح ، إلا والشيطان يقول : ما تأكل اليوم وما تلبس وأين تسكن ؟؟؟ فأقول له : آكل الموت وألبس الكفن وأسكن القبر.
ـــــــــــــ
30 *[ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ( النساء 1 ) ].
31 *[لم أجد له نصا في لفظه في برامج المكتبة الشاملة ، وان في متنه ما يخالف الروايات الصحيحة : وخاصة لفظة : "" ولا إلى أعمالكم "" ، فقد روى مسلم في صحيحه : عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » ].
32 *[ { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الروم 40 ].
ومن عيوبها حبها للكلام على الناس والخوض في ففايق العلوم ليصبو به قلوب الأغيار ويصرف بحسن كلامه وجوه الناس إليه
ومداواتها : العمل بما يعلم ، وأن يعظ الناس بفعله ، لا بقوله.
كما روى : أن الله تبارك وتعالى ، أوحى إلى عيسى عليه السلام : ( إذا أردت أن تعظ الناس فعظ نفسك فإذا اتعظت وإلا فاستحي مني ) 33 * ، وأنَّ النَّبيَّ {صلى الله عليه وسلم} قال : ( مررت ليلة الإسراء بقوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت منهؤلاء يا جبريل ؟؟ فقال هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ) 34 * .
ـــــــــــــ
33 *[ جاء في جامع الاحاديث ما يؤيده : أوحى الله إلى عيسى ابن مريم يا عيسى ابن مريم عظ نفسك بحكمتى فإن انتفعت فعظ الناس وإلا فاستحى منى (الديلمى عن أبى موسى) أخرجه الديلمى (1/144 ، رقم 513) ].
34 *[ ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة ـ مختصرة : ( صحيح ) { رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون } ، وفي مسند أحمد ابن حنبل : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : { مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار قال قلت من هؤلاء قالوا خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون }
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح , وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد ].
من عيوب النفس : كثرة الذنوب
ومن عيوبها : كثرة الذنوب والمخالفات إلى ان يقسى القلب.
ومداواتها : كثرة الاستغفار والتوبة ، في كلّ نفس ، ومداومة الصيام ، والتهجد بالليل ، وخدمة اهلّ الخير ، ومجالسة الصالحين ، وحضور مجالس الذّكر، فإن رجلا شكي إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قسوة قلبه ؟؟ فقال : ( ادنه من مجالس الذكر ) 35 * ، وقال : ( إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ) 36 * ، قال : ( إنَّ العبد ، إذا أذنب ، نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب واستغفر الله ذهبت ، فإن أذنب ثانيا نكت في قلبه نكتة أخرى ، إلى ان يصير القلب غيثا ، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ) 37 * ، ثم قرأ النَّبيُّ {صلى الله عليه وسلم} : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) 38 * .
ـــــــــــــ
35 * [ لم أجد له نصا في لفظه في برامج المكتبة الشاملة].
36 *[ روى البخاري في صحيحه : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « وَاللَّهِ إِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِى الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً » ].
37 *[ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِى قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِى ذَكَرَ اللَّهُ ( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) » ، قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ].
[ الران : الغطاء ، سقل : جلا ].
38 *[ { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } المطففين 14 ].
ومن عيوبها : سرورها ومدحها وطلبها الراحة وتلك من نتائج الغفلة
ومداواتها : التيقظ لمِا بين يديها ، وعلمها بتقصيرها ، فيما أمر به وارتكابها ما نهى عنه ، وأنَّ هذه الدار له سجن ، لا سرور ولا راحة في السجن ، فإنَّ النَّبيَّ {صلى الله عليه وسلم} قال ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) 38 * ، فيجب أنْ يكون عيشه فيها ، عيش المسجونين ، لا عيش المستروحين ، وحكى عن داود الطائي : أنه قال : قطع نياط قلوب العارفين أحد الخلودين ، وقال رجل لبشر الحافي : ما لى أراك مهموما ؟؟؟ قال : لأني مطلوبه.
اتباع الهوى
ومن عيوبها : إتباعها هواها ، وموافقة رضاها ، وارتكاب مراداتها.
ومداواتها : ما أمر الله به من قوله تعالى : ( وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) 39 * ، وقوله : ( إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ) 40 * ، وما روى مطر الداري:أنه قال : لنحت الجبال بالأظافير ، أهون من زوال الهوى ، إذا تمكن في النفس.
ـــــــــــــ
38 *[ رواه مسلم ].
39 * [ { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } النازعات 40 ].
40 *[ { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } يوسف 53 ].
ومن عيوبها : ميلها إلى معاشرة الأقران وصحبة الإخوان
ومداواتها : أنْ يعلم : انَّ الصاحب له مفارق ، والمعاشرة منقطعة ، كما روى عن النَّبيِّ {صلى الله عليه وسلم} قال له جبريل عليه السلام : ( عش ما عشت فإنك ميت وأحببت من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به ) 41 * .
وقال ابو القاسم الحكيم : الصداقة عداوة ـ إلا ما صافيت ، وجمع المال حسرة ـ إلا ما واسيت ، والمخالطة تخليط ـ إلا ما داويت.
من عيوب : النفس الأنس بالطاعة
ومن عيوبها : أنسها بطاعتها ، ورؤية استحسانها.
ومداواتها : أنْ تعلم أفعالها ، وإنْ أخلصتها فهي معلومة ، بأنَّ أفعالها لا تخلو من العلل ، ويعمل في إسقاط رؤية استحسانه من أفعالها.
ومن عيوبها إماتتها النفس باتباع الهوى والشَّهوات فإنَّ النفس إذا مكنت من ذلك ماتتْ عن الطاعات والموافقات
ومداواتها : منعها من مراداتها ، وحملها على المكاره ، ومخالفاتها فيما تطلب ، فإنَّ ذلك الذي يميت عنها شهواتها ، قيل لأبي حفص : بما يستجلب صلاح النفس ؟؟ قال : مخالفتها ، لأنها موضع كلّ آفة.
ـــــــــــــ
41 *[ له ما يؤيده في صحيح الجامع الصغير للالباني : ( حسن ) (الشيرازي في الألقاب ك هب) عن سهل بن سعد (هب) عن جابر (حل) عن علي : { (أتاني جبريل فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه استغناؤه عن الناس) } ].
الأمن من مكر الشيطان
ومن عيوبها : أنْ تأمن ، من مكر الشيطان ، وتسويله ومكره.
ومداواتها : تصحيح العبودية بشرائطه ، والتضرع إلى الله ، في أنْ يمنَّ عليه بذلك ، لأنَّ الله تعالى يقول : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) 41 * .
ومن عيوبها الترسم برسم الصلاح من غير مطالبة القلب بالإخلاص فيما ترسم به من الصلاح
ومداواتها : ترك الخشوع الظاهر ، إلا بقدر ، ما يرى من خشوع الباطن ، في قلبه وسره ، لأنَّ النَّبيَّ {صلى الله عليه وسلم} يقول : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور ) 42 * .
ـــــــــــــ
41 * [ { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } الحجر 42 ].
42 *[ رواه ابن حبان في صحيحه بلفظ : ذكر الاخبار عن نفي جواز تشبع المارة عند ضرتها بما لم يعطها زوجها أخبرنا عبد الله بن قحطبه قال حدثنا أحمد بن المقداد قال حدثنا الطفاوي قال حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر قالت جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان لي ضرة فهل علي جناح ان استكثرت من زوجي بما لم يعطنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ان المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور } ].
من عيوب النفس : قلة الاعتبار
ومن عيوبها : قلة الاعتبار ، بما يراه من إمهال الله إياه ، في ذنوبه.
ومداواتها : دوام الخشية ، وانْ يعلم : أنَّ ذلك الإمهال ، ليس بإهمال ، فإنَّ الله تعالى ، مسائله عن ذلك ، ومجازيه عن ذلك ، إلا أن يرحمه الله ، فإنَّ الاعتبارلأهل الخشية ، لأنَّ الله تعالى يقول : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى ) 43 * ، قال القائل : غرها إمهال خالقها لها لا تحسبن إمهالها إهمالها
ومن عيوبها : محبتها لإفشاء عيوب إخوانه وأصحابه
ومداواتها : أنْ يرجع في ذلك ، إلى نفسه ، فيحب للناس ما يحب لنفسه ، وما روى عنه {صلى الله عليه وسلم} انه قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته ... ) 44 * .
ومن عيوبها : ترك الاستزاده ، في نفسه في أفعاله وأقواله ، عن الاقتداء بالسلف
فإنَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : من لم يكن في زيادة ، فهو في نقصان.
ـــــــــــــ
43 *[ { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى } النازعات 26 ] // 44 *[ له ما يؤيده في ( سنن ابن ماجة ) حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا محمد بن عثمان الجمحي حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته } تحقيق الألباني : صحيح ، التعليق الرغيب ( 3 / 176 ) ، الصحيحة ( 2341 ) ] .
ومن عيوبها : تحقير المسلمين والترفع والتكبر عليهم
ومداواتها : الرجوع إلى التواضع ، واعتماد حرمة المسلمين ، فإنَّ الله تعالى يقول لنبيه : ( .. فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ .. ) 45 * ، فيعلم : أنَّ الكبر ، الذي أوقع إبليس ، فيما أوقعه فيه ، حتى قال : ( أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ ) 46 * ، والنَّبيُّ {صلى الله عليه وسلم} : { نظر إلى الكعبة فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ، إنَّ الله حرَّم منك واحدة ، ومن المؤمن ثلاث دمه وماله ، وأنْ يظن به ظن السوء } 47 * .
قلَّة المعرفة بالآمر
ومن عيوبها : الكسل ، والقعود عن الأمر.
ومداواتها : انه يعلم : انَّهُ مأمورٌ ، من جهة الحقِّ ، ليحمله فرح ذلك ، على النشاط ، ولذلك سمعت جدي إسماعيل بن مجيد : رحمه الله تعالى يقول : التهاون بالأمر ، من قلة المعرفة بالآمر.
ـــــــــــــ
45 *[ { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } آل عمران 159 ].
46 *[ { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } الأعراف 12 ].
47 *[ جاء في السلسلة الصحيحة ـ مختصرة للألباني : ( الصحيحة ) { مرحبا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثا : دمه وماله وأن يظن به ظن السوء} ].
ومن عيوبها : ان تتزين بزي الصَّالحين فتعمل عمل أهلّ الفساد
ومداواتها : ترك زينة الظاهر ، إلا بعد إصلاح الباطن ، فإن تزّين بزينة قوم ، اجتهد في ، أن يوافقهم ، في أخلاقهم وأفعالهم كلّها وبعضها ، لأنَّهُ روى في الخبر أنه قال : ( كفى بالمرء شرا ، أنْ يرى الناس ، أنه يخشى الله وقلبه فاجر ).
وقال ظاهر أبو عثمان : زينة الظاهر مع فجور : يورث الإصرار.
تضييع الأوقات فيما لا يعنيه
ومن عيوبها : تضييع أوقاته : بالاشتغال بما لا يعنيه ، من أمور الدُّنيا ، والخوض فيها مع أهلها.
ومداواتها : أنْ يعلم : أنَّ وقته ، أعزّ الأشياء عليه ، فيشغله بأعزِّ الأشياء ، وهو ذكر الله ، والمداومة على طاعته ، ومطالبته الإخلاص من نفسه ، فإنه روى عن النَّبيِّ {صلى الله عليه وسلم} أنه قال : ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) 48 * ، ومن ترك ، ما لا يعنيه ، اشتغل بما يعنيه ، وقال الحسن : عليك بنفسك : إنْ لم تشغلها أشغلتك.
من عيوب النفس : الغضب
ومن عيوبها : الغضب.
ومداواتها : حمل النفس ، على الرضا بالقضاء ، فإنَّ الغضب ، جمرة من الشيطان ، ولأنَّ رجلا ، جاء إلى رسول الله : {صلى الله عليه وسلم} فقال : ( أوصني فقال : لا تغضب )49 * ، ولأنَّ الغضب ، يخرج العبد ـ حد الهلاك ، إذا لم يصحبه ، من الله تعالى : زجر ومنع.
ومن عيوبها : الكذب
ومداواتها : ترك الاشتغال برضا الخلق وسخطهم ، فإن الذي يحمل صاحب الكذب على الكذب ، طلب رضا الناس ، أو التزين لهم ، وطلب الجاه عندهم ، فإنّه روى عن النَّبيِّ : {صلى الله عليه وسلم} أنه قال : (الصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار )50 * .
ـــــــــــــ
49 *[ صحيح رواه البخاري بلفظ : عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِى . قَالَ « لاَ تَغْضَبْ » . فَرَدَّدَ مِرَارًا ، قَالَ « لاَ تَغْضَبْ »].
50 *[ جاء في صحيح الترغيب والترهيب للألباني : ما يؤيده : ( صحيح ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا } رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه واللفظ له ].
من عيوب النفس : الشح والبخل
ومن عيوبها : الشح والبخل ، وهما نتائج حب الدُّنيا.
ومداواتها : أنْ يعلم : أنَّ الدُّنيا قليلة ، وانها فانية ، وأن حلالها حساب ، وحرامها عذاب ، كما روى عن النَّبيِّ : {صلى الله عليه وسلم} انه قال : ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) 51 * ، وأنَّ الله تعالى ، اخبر عنها ، أنها متاع الغرور ، فلا يبخل بها ولا يشح ، ويجتهد في بذلها ، ولا يمسك منها ، إلا مقدار ما يدافع به وقته ، فإنه : {صلى الله عليه وسلم} قال لبلال : ( ولا تخش من ذي العرش بعد إقلالا ) 52 * .
ومن عيوبها : بعد أملها
ومداواتها : تقريب الأجل ، ويعلم : أنَّ بعض السلف قال : أحسب الله لا يؤمن على حال، فأخذ الأحوال كلّها.
ـــــــــــــ
51 *[رواه (البيهقى فى شعب الإيمان عن الحسن : مرسلاً) ].
52 *[ ذكره الالباني في السلسلة الصحيحة ـ المختصرة ].
ومن عيوبها : الاغترار بالمدائح الباطلة
ومداواتها : أنْ لا يغره ، كلام الناس ، مع ما يعرفه بنفسه ، فإنَّ حقيقة الأمر ، يخلص إليه دونهم ، وانْ ثناءهم عليه ، دون ما يعرفه الله منه ، ويعرفه هو من نفسه لا ينجيه ، فلم يخبره به.
من عيوب : النفس الحرص
ومن عيوبها : الحرص.
ومداواتها : أنْ يعلم : أنه لا يستجلب بحرصه ، زيادة ما قدَّر الله ، من رزقه ، كما روى ابن مسعود : عن النَّبيِّ {صلى الله عليه وسلم} : ( أنَّ الله تعالى يقول للملك : اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ) 53 * والله تعالى يقول : ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) 54 * .
ـــــــــــــ
53 *[ يؤيده ما رواه البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضى الله عنه - حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ « إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ، فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِىٌّ أَمْ سَعِيدٌ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى لاَ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلاَّ ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا » ].
54 *[ { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } ق29 ].