تقع مدينة لوليا في شمال السويد، وخلال شهر يونيو من كل عام، يرفع أذان الفجر في الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحا، بينما تغرب الشمس في الساعة الحادية وثلاث وأربعين دقيقة من مساء اليوم التالي، أي أن الليل لا يستغرق سوى ساعة واحدة تقريبا؛ وهو ما يعني عمليا أنه على الأقلية المسلمة المقيمة في مدينة لوليا الصيام لمدة يوم كامل تقريبا، فضلا عن تعذر أداء صلاتي المغرب والعشاء.
فلدى المسلمين في لوليا أقل من ساعتين للصيام وتناول السحور وأداء أعباء المعيشة الأخرى، إذ إن الآية رقم 178 من سورة البقرة تحدد صراحة ضرورة إتمام الصيام خلال الفترة بين بزوغ الفجر وغروب الشمس.
في المقابل يمضي المسلمون في الدول القريبة من خط الاستواء فترات من الصيام أقل بكثير أقل بكثير، فعلى سبيل المثال تتراوح فترة الصيام في معظم الدول الإسلامية بين 14 و16 ساعة على أقصى تقدير، خاصة أن العالم الإسلامي يتوسط الكرة الأرضية تقريبا.
وكتب كريستوفر ترونماليم، المفكر السويدي المسلم: أنه قبل 30 عاما لم يكن أي من المسلمين يقبل على الإقامة في المناطق النائية باتجاه الشمال من السويد، إذ إن الصيام في الصيف في المناطق القطبية لا يقل عن عشرين ساعة، وهي نفس الأزمة التي تواجه المسلمين في سيبريا، ومع ذلك لا يتهاون المسلمون في أداء فريضة الصيام.
خلال فصل الشتاء تواجه ساعات الليل والنهار انقلابا حادا، إذ يستمر الليل لفترة تزيد عن عشرين ساعة يوميا، ومن ثم يتقلص فترة النهار لأقل من ثلاث ساعات.
وإزاء الزيادة النسبية في عدد المسلمين في السويد، يطالب حزب الديمقراطيين الاشتراكيين بمنح المسلمين إجازة أثناء شهر الصوم، إذ إن السويد لا يوجد بها عطلات رسمية وطنية سوى عيد العمال في مطلع مايو وعطلة منتصف الصيف فقط، ولكن يقيم في السويد حاليا ما لا يقل عن نصف المليون من المسلمين.
وتقول كارين يامتين، الأمين العام لحزب “الاشتراكيين الأحرار” في لقاء مع صحيفة سيفنسكا داجلابت اليومية التي تصدر في السويد: إن الحزب يؤيد حق المواطنين المسلمين المقيمين في الاحتفال لمواسهم الدينية.