ذكر الموت ، علاج قلــوبــنــا
قال تعالى : كل نفــس ذائــقـــة المــــــــــــــوت
وقال رسول الله : أكثــــروا ذكــــر هاذم اللــــذات
وقال الحسن : فضح الموت الدنيا ، فلم يترك لذي لبٍ فرحــــاً
المــوت : مهلك العبـــاد - وموحــش البلاد - وميتــم الأولاد .
المــوت : لا يستـــأذن على الملـــوك - ولا يلــج من الأبـــــــــــواب .
المــوت : لا يرحــم صغيراً - ولا يــوقر كبيــراً ، ولا يخــاف عظيمـاً .
المــوت : يموت كل كبير صغير - وكل أمير ووزيــر - وكل عزير وحقيــر
المــوت : يموت كل زاهد وعابـد - وكل مقر وجاحــد - ولا يبقى إلا الواحد الماجد
المــوت : قصم الله به رقاب الجبابرة - وكسر به ظهور الأكاســرة - وقصّر به آمال القياصرة
قال بعض السلف : من ذكـــر المــوت هانت عليه مصائــب الدنيــــا
وقال الدقاق رحمـــه الله : من أكثر من ذكــر الموت أكرم بثلاثة اشياء :
تعجيل التوبــة - وقــنــاعة القلـــب - ونشــــاط العبــــادة .
وقال التيمي : شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت - والوقوف بين يدي الله
ونظر ابن مطيع ذات يوم إلى داره فأعجبــه حسنها ، فبكى وقال : لولا الموت لكنت بك مسرورا
كفى بالموت : مقرحاً للقلوب ، ومبكياً للعيــون ، ومفرقاً للجماعــات ، وقاطعاً للأمنيـــات
فيا أخي : كن على حذر - وهل يغني الحذر - ما بقي غير العمل الصالح فهو خير زاد .
قال الشاعـــر :
كل ابــن أنثــى وإن طــالت سلامــتــه --- يوما على آلة حدبــــاء محمـــول
اللهم اصلح قلوبنا ونياتنا وثبتنا على الحق يا رب العالمين