«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»ان طول الآمل مرض عضال وداء مزمن اذا اصاب الانسان
أباده عن بكرة لانه يتوالد عن طول الامل امراض فرعية كثيرة
منها: الكسل عن الطاعة - والتسويف بالتوبة - والرغبة في الدنيا - والنسيان للاخرة
والقسوة في القلب لان رقته وصفاءه انما يقع بتذكير الموت والقبر والثواب والعقاب
فهذة الامراض كلها ناتجة عن مرض طول الامل لهذا قال احد الشعراء
الذين غرهم الامل عن العمل بالدنيا الصالحات:
ياأيها الناس كان لي امل اعجبني من بلوغه الاجل
فليتق الله ربه رجل امكنه من حياته العمل
وهكذا شان من كان طويل الامل فانه يتحسر على ضياع وقته وعمره
لانه لم يستغله الاستغلال الصحيح بسبب طول امله حتى ان الحسن البصري
رحمة الله يتعجب بقوله :
(عجبا لقوم أمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل وحبس اولهم على اخرهم
وهم قعود يلعبون)
فأي موت للشعور في هؤلاء وأي موت للاحساس في هؤلاء وأي
حياة لهم والله تعالى يقول:
(ذرهم ياكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون)
يقل القرطبي رحمه الله في تفسير ويلههم الامل اي:
( يشغلهم عن الطاعة)
ويفصل قوله الحسن البصري بقوله:
( ماأطال عبد الامل الا اساء العمل)
وهذا امر واضح وبين ملموس حتى أن أبا الدرداء رحمه الله كان يعرف
أن طول الامل من اعظم الاسباب على ضياع الوقت فلم يتحمل ان يرى الناس
في دمشق وهم يضيعون أوقاتهم فوقف على درج المسجد ناصحا وقال:
ياأهل دمشق ألاتسمعون من اخ لكم ناصح
ان من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا وياملون
بعيدا فأصبح جمعهم بورا وبنيانهم قبورا وأملهم غرورا«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»