معصيةُ خطرها عظيم، وإن لم يكن فيها إلا مخالفة أمر الله تعالى لكان كافيًا
، ولكن هناك ما هو أعظم جُرمًا من مجرَّد فعل المعصية،
إنَّه: الجهر بها، وإعلانها أمام الناس دون حياء من الله سبحانه وتعالى وخلقه،
ودون مراعاةٍ للمؤمنين المُستقيمين؛
ولذا فإنَّ خطر المُجاهرةِ أعظم وأشد، والمُجاهر توعدَّه الله تعالى
بأن لا يغفر له ذنبه
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرِينَ،
وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلانُ،
عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ)
متفق عليه.
: قد يقع المسلم في بعض المعاصي في ساعة ضعف أو غلبة شهوة،
فإذا كتم ما فعل وجعله بينه وبين الله فإنَّ عليه إثم المعصية،
فإن تابَ: تاب الله عليه، وإن لم يتب:
فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
وهناك صنفٌ من الناس يخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
ليحذر من تصرفاته: وهو من يضيف إلى إثم المعصية إثمًا آخر
ربما يكون سببًا في عدم مغفرة الله له،
ألا وهو المجاهرة والإعلان بالمعصية.
والمجاهرة لها صورٌ عديدة،
منها: فعل المعصية أمام الناس، والأشدُّ منها:
أن يُضيف إلى ذلك دعوة الناس إليها، وتسهيل الأمر عليهم ليرتكبوها،
قال تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ))
من مخاطر المجاهرة بالمعصية:
. تحدث الإنسان عن أعماله السيئة للناس دليل على جهله واستخفافه بالشرع .
- تدل على الاستخفاف بحرمة الشرع، والجرأة على الله تعالى،
وهذه الجريمة أعظم قبحًا من المعصية نفسها؛
ولهذا لم يكن هذا الإنسان أهلا للمعافاة والتجاوز من الله.
. التحدث عن المعاصي والتباهي بها يشجع على نشرها بين الناس
أما من يفعل المعصية في الخفاء:
ويخشى أن يُفتَضحَ أمره وحلول العقوبة به:
فهو أرجى في العفو والمغفرة،
كما جاء في الحديث:
(إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ [أي سِترَه يوم القيامة]وَيَسْتُرُهُ،
فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ،
حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ
قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ)
متفق عليه.
المجاهرة بالمعصية أعظم جرمًا من المعصية نفسها .
2- استمرار المعصية وزوال الحاجز النفسي من فعلها.
3- تشجيع الناس على فعل المعصية وتزيينها في نفوسهم،
و كسر حاجز الحياء من فعلها،
أو كشف طرق جديدة لأنواع من المعاصي لم تكن معروفة.
4- أنَّ المجاهرة بالمعصية تؤدي في الغالب إلى منع مرتكبها من التوبة؛
لأنَّ الخوف من اطلاع الناس عليها، وبالتالي محاسبة النفس
على ارتكابها ضعيفة عند المُجاهر، وقد تنعدم.
4. يحرص الإسلام على محاصرة المعاصي، ويسعى إلى عدم فشوها في المجتمع
. 5. من مظاهر التعاون على البر والتقوى:
زجر من يتحدث عن معاصيه وأعماله القبيحة، وعدم الاستماع إليه.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وجنبنا المجاهرة بالسوء
المصدر: الشبكة السعودية لذوى الاعاقة