لغبن لوعة في الصدر وحسرة وحرقة في القلب*يجدها اﻹنسان على فوات مطلوب أو ذهاب مرغوب*.
وأهل الدنيا تصيبهم حاﻻت*الغبن*إذا فقدوا شيئاً دنيوياً إما تجارة كانوا يأملونها أو عطاء لم يحضروا تقسيمه*أو ما شابه ذلك*.
وأهل اﻵخرة سلك الله بي وبكم سبيلهم إنما يصيبهم الغبن*على أمور ربطها النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب الله بأحوال*:
فمن أعظم*الغبن أن يقول الله عز وجل :*((وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ*تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ*يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ*)) سورة المائدة.*ويكتب لﻺنسان أن يقرأ القرآن سراً وجهاراً وليﻼً ونهاراً أزمنة مديدة وأياماً*عديدة وﻻ تفيض عيناه*مع أن الله يقول : ((*إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن*قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِﻸَذْقَانِ سُجَّداً{107}*وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُوﻻ{108}*وَيَخِرُّونَ لِﻸَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً{109}*)) سورة اﻹسراء*.
ومن أعظم الغبن أن يدرك الفرد منا أبويه*, أحدهما أو كﻼهما وهما أحوج*الناس إليه ,فﻼ ينال ببرهما الجنة*والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (*إلزمهما*فثم الجنة*) , والله جل وعﻼ يقول : ((*إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَأَحَدُهُمَا أَوْ كِﻼَهُمَا فَﻼَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَﻻَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل*لَّهُمَا قَوْﻻً كَرِيماً{23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ*الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً{24}*)) سورة*اﻹسراء*.
ومن أعظم الغبن أن يخرج اﻹنسان حاجاً إلى بيت الله الحرام*,*والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (*أنا عند ظن عبدي بي*)*فيكتب له أن يقف في يوم عرفة ويدعوا الله ويغلب على ظنه بعد ذلك أن الله لن يغفر له*.
ومن أعظم الغبن أن يقول الله جل وعﻼ :*((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ*مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَاﻷَرْضُ*)) سورة آل عمران**,*فيخبر الله أنها جنة عرضها السموات واﻷرض وﻻ يجد أحدنا فيها موضع قدم*.
ومن أعظم الغبن أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن*من انطبقت عليهم*الصخرة فتوسلوا إلى الله جل وعﻼ بصالح أعمالهم , هذا ببره وهذا بعفته وهذا بأمانته*,*فتنزل على أحدنا النوائب وتحل به المصائب وتدلهم عليه الخطوب*وﻻ يجد في سالف*أيامه عمﻼً صالحاً يتوسل به إلى الله*.
وإن من أعظم الغبن أن يصدر اﻹنسان*بينالناس وﻻ يكون له سريرة تعدل ما يجهر به.
نعوذ بالله من الخذﻻن*.*اللهم ﻻ تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وكلنا اللهم إلى رحمتك وعفوك*.
**
*
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
*