أصول البدع

قال الإمام البربهاري رحمه الله في كتابه (شرح السنة)
قال عبد الله بن المبارك: (أصل اثنين وسبعين هوى: أربعة أهواء، فمن هذه الأربعة أهواء انشعبت الاثنان وسبعون هوى: القدرية، والمرجئة، والشيعة، والخوارج)
(1).

فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً على جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم في الباقين إلا بخير، ودعا لهم، فقد خرج من التشيع أوله وآخره.

ومن قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقد خرج من الإرجاء كله، أوله وآخره.

ومن قال: الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد مع كل خليفة، ولم ير الخروج على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خرج من قول الخوارج، أوله وآخره.

ومن قال: المقادير كلها من الله، خيرها وشرها، يُضل من يشاء، ويهدي من يشاء، فقد خرج من قول القدرية، أوله وآخره، وهو صاحب سنة.
الشرح:
ذكر المؤلف رحمه الله أن الفرق التي ذكرت في حديث الافتراق (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يارسول الله ؟ قال : التي على ما أنا عليه وأصحابي) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الفرق الثنتي وسبعين ترجع إلى هذه الأصول الأربعة وهي القدرية والمرجئة والشيعة والخوارج، ثم بين رحمه الله فقال:
(فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً على جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم في الباقين إلا بخير، ودعا لهم، فقد خرج من التشيع أوله وآخره).
فحال المسلم أنه ينزل الصحابة منزلتهم ويحبهم ويوقرهم ويقدمهم بحسب ما لهم من الفضل أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين، ويقدم المهاجرين على الأنصار ويقدم أهل بدر وأهل بيعة الحديبية على غيرهم ويشهد لأهل بدر بالجنة والعشرة بأنهم من أهل الجنة.
ويخالف من تكلم فيهم أو في أحدهم من الروافض وغلاة الشيعة ويعتذر عن أخطائهم وأنهم مجتهدون المصيب منهم له أجران والمخطأ له أجر، فمن أحبهم على هذا الوجه فقد خرج من التشيع بكل ألوانه الغالي وغير الغالي والله أعلم.
يتبع