من صور العقوق العلمي،،،!
د.حمزة بن فايع الفتحي
بسم الله الرحمن الرحيم
تحوطه بحنوّ الأب، ورعاية المشفق، وتحفزه للافاق،،، وبعد مدة ينقلب على عقبيه، ويرى نفسه منفوشا كالطاووس، ورفيعاً، ومن دونه أسافل، وعليما، وغيره جهال،،، ! لا سيما اذا حاز منصبا، او امتطى شهادة متفوقة،، وبات في مستنقع التعالم المنفوخ، لا العالم المليئ المتواضع..!! فيبيت في عداد العاقين لآبائهم، ووجه الشبه، ان الاستاذ والشيخ كالاب النسبي، روحا ومعنى وتوجيها ،،،!
ويفعل ذلك غالباً، من تطاول وهو صغير، او زبّب وهو حُصرم، او نسي تاريخه، او اختصر العلم في بضاعته المحدودة، او كان كسيح أخلاقيا او فكريا،،،! ولم تخالط روحانية العلم شغاف قلبه،،،،!
أعلمه الرمايةَ كل يومٍ// فلما اشتد ساعده رماني
وقد شاهدت تطاول بعض الشباب المتعلم لقامات علمية، شابت في الاسلام ، فبدا لي تقييد شئ من اشكال العقوق،،،،:
1- تلميذ تعلمه وينساك، وتحسن اليه فيجحدك، وتكرمه فيبخل عليك، وترقّيه فيرى ذاته عليك،،،!! ( نفسية لئيمة )
لم يعد ثمة قيم ولا أخلاق ،،!!
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها // ولكن اخلاق الرجال تضيقُ!!
2- استفاد من كتبك، وقرأها، ثم ضمنها مقالاته ، ناسبا الفضل لنفسه، والحِذق لعقله،،! أشبه ما يكون بالسارق، المعتدي على مالك،،،! لا فرق بينهما،،!!
وقد ابتلى بذلك الامام السيوطي رحمه الله فكتب( الفارق بين المصنف والسارق ) على شكل المقامة الأدبية ، وشبهه مستعير دون رد أو اعتذار .( نفسية سارقة )
3- يحضر بعض مجالسك، فيقتنص بعض نوادرك، فيعمد الى تسجيلها، ويعيد صياغتها بأسلوب نفسه، وترنيمات عقله، ولا يكاد يميزها الا الحذاق،،،!! كما قال الشيخ العلامة بكر ابو زيد رحمه الله،،، مع براعة في الاستلال،،،!! بحيث يطمس ذاته الفكرية، فيتأكل على موائد الاخرين بدون عزو، وكأنه
يعجز عن التفكير وحسن الاستنباط،،،!! والله المستعان.
ومن الطف ما حفظنا هنا قول احدهم:
وإنْ افادك انسانٌ بفائدةٍ //من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلانٌ جزاه الله صالحةً// أفادنيها ودعك الكبر والحسدا،،!( نفسية محتالة )!!
4- مضارعة مشايخه بتأسيس دروس مشابهة، فقهاً، او عقيدة، او تفسيرا، ومحاولة لفت الانتباه، متجاهلا الادب والذوق الحسن،،،!!( نفسية متسرعة )!! وقد صح في الحديث (( إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر )).
5- ممارسة الردود العلمية مع من درسوه، وكان لهم في الدعوة والوعظ بلاء، بحيث يحاول الاستدراك، او تتبع العثرات ،دون مسوغ، مهملا الجوانب الاخرى، وأن الكمال لله وحده،،،!
وكم علمتُه نظمَ القوافي// فلما قال قافيةً هجاني! ( نفسية جافية )!!
6- اذا ارتقى وتمكن، ينسى فضل أساتذته ، فلا يكاد يذكرهم، او يثني عليهم، ويزورهم، بل يصور ان ذلك كده واجتهاده، وانه ثقف نفسه بنفسه،،،!( نفسية جاحدة )
وما قتل الاحرار كالعفو عنهم// ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا؟!
7- طول اللسان يحمله على خرق البيان، والتكلم فيما لا يُحسن، وادعاء الفهم لكل شئ، وإنْ كان لا شئ،،!! حتى يبيت عليم اللسان، خليط الجَنان، باحثا عن الزلة، متكلفا المسألة تجاه أساتذته ،،،! لا يكاد يرتاح او يفرح بشئ!
ومن يك ذا فم مرٍ مريض// يجد مراً الماء الزلالا ،!! ( نفسية مريضة )!!
8- يتصّدر امام أساتذته ، ولم يصدره احد، ويعتقد فضله عليهم، وأنه الاولى بذلك،،، لمنصبه او درسه وكتبه،،،! وقد يكون عريا من ذلك كله،،،!!( نفسية مغرورة )!! ويفتضح أمره ، وأنه لا يملك لا جرة ولا ذرة،،،!!
جميعُهم لم يبقَ من وزنِهم// إلا بقايا السوس في المنخلِ !!
9- يعتقد أن الإبداع العلمي، وجودة التصنيف والتدريس، في سلخ الناس، والاستطالة في أعراض العلماء والمخالفين لطريقته،(( إن أربى الربا استطلاق الرجل في عرض أخيه ))،، فينتقد ويُسِف، ويرغي ويزبد، حتى لا يكاد يسلم منه احد....! ويزين له الشيطان ذلك، وجهال محيطون به،،، فيقع في الأكابر ، ويلمس جناب الأفاضل، من اذا رؤوا ذكر الله تعالى،،!وقد قال الشافعي رحمه الله بئس الزاد العدوان على العباد ) (نفسية انتقامية )!!
ونهايته الأخروية تنتهي الى (حديث المفلس) الشهير، وبشرياته الماحقة الحارقة،،!!
10- يخالف مشايخه في آراء ومسائل، ويظن أن عنده شئ، فلا يلتفت اليه، فيشن حربه عليهم نقدا وتجريحا وافتراءً، متجاوزا الادب العلمي والحوار الفكري الراقي، اسوأ مما سبق، مضيفا ركاما من سلبيات الحزبية والتصنيفات ،التي سلبته الخلق والوعي، والله المستعان،،،
( نفسية حانقة )،،، والسلام.