السلام عليكم ورحمة الله
استعجب لأمر كثير من النساء أثناء اجتماعهن أو لقائهن في بيوتهن , أو مكاتبهن ,أو في أماكن أخرى استعجب عندما يستمتعن بتناقل أخبارهن , ومغامراتهن ,وأحداثهن , وأحاديثهن , وأفكارهن , وأسرارهن مع أزواجهن في محيط مثل تلك الاجتماعات , واللقاءات .. واستغرب متعة هؤلاء النساء في بوح كل المكنونات الأسرية لكل محيط خارجي ملئ بنسوة قد يكنّ غريبات عليهن , وكم من النساء المتزوجات يستمتعن برواية ما يحدث لهن مع أزواجهن وخصوصا ما يحدث داخل أروقة أمكانهن الخاصة والسرية , أو غرف نومهن متناسيات أن بيوتهن لها أسرارها ولحياتهن الخاصة خصوصية يجب عليهن حفظها بكل اتزان وعقلانية وان يتنبهن إلى أن هناك من قد يستمتع بالإصغاء إلى مثل تلك الأخبار ومن ثمَ الزيادة , والتأليف عليها , وتمليحها وبعد ذلك نقلها إلى جهات أخرى قد تثير الاستهزاء , والتعليقات الساخرة.
إن مثل تلك الأسرار والخصوصيات حين تتناقلها النساء المتزوجات إلى بعضهن بدون تحفظ ولا انتباه قد يكون سببا في نقل تجارب خاطئة لنساء أخريات يتأثرن بما يسمعن , وقد يقترفن نفس الخطأ الذي قد يسمعنه خصوصا بوجود راويات مؤثرات .ويعتقد كثير من النساء المتزوجات أن ذكر مثل تلك القصص تجعل منهن مختلفات , و متفوقات , و بطلات , وتحسسهن بقدرتهن على صناعة الشغف , والإثارة في أعين الأخريات المتطلعات للمزيد من الأخبار مما يدفعهن إلى الزيادة والكذب والتأليف والمواصلة على هذا الأسلوب كما ان باستماع النساء لمثل هؤلاء الراويات يهيئن مناخا مناسبا للاستمرار بالحديث , والتكرار فيكون الاستماع والاصغاء والموافقة وعدم الصد لمثل تلك الاحاديث محفزا مثيرا لزيادة الحكايات , والتمادي في التفاصيل.ولاشك ان بمثل تلك التصرفات قد يسبب الأذى لكثير من النساء المتزوجات المتأثرات ويضطرهن إلى تصنع بعض الحوادث والأخبار وإظهار شيء من أسرارهن المكذوبة والمزيدة لكي لا يكنّ أقل من تلك النساء اللاتي يروين قصصهن .
ولاشك أن مثل تلك الأمور المنقولة والمتداولة التي تحدث بين النساء تعتبر نقل للإثارة والفتنة والسخرية ولن يحققن أي فائدة , ولن يجلبن أي مصلحة , وبالعكس من ذلك سيجلبن على أنفسهن مزيدا من النقد , والاستغراب , والاستهزاء , والتندر من قبل المستمعات حتى لو بدين أنهن ينصتن جيدا فما في قلوبهنّ لا يظهر بين أعينهنّ فهن يسمعن من الخارج ولا تعلم الراوية ماذا يدور في أذهان تلك المستمعات , أو ما يختلج في قلوبهن. كما أن هناك أمرا مهما وهو ما ظنكم بحال من يستمع من الفتيات أو النساء اللاتي لم يتزوجن بعد حين يسمعن بمثل تلك الأخبار والمغامرات ؟ وما هو تأثير ذلك عليهن؟ وما الذي قد يسببه نقل مثل تلك التجارب الخاطئة الخاصة لهن في حياتهن المستقبلية ؟ وكيف سيفكرنّ في أزواجهن من خلال ما يسمعن عن أزواج الراويات والقاصات .
إن مثل تلك الممارسات الخاطئة ينعكس سلبا على الحياة الأسرية وخصوصا الزوجية فلا يوجد رجل عاقل أو امرأة عاقلة ترضى بأن تستباح حرمات الحياة الزوجية الخاصة المليئة بالمغامرة الوردية والعاطفية ولا يرضى أحد منهما أن تظهر أخبارهما كنشرات أخبار يومية وقد تتكرر الرواية فيها . لن تجني أي امرأة إلا كل ذنب بإفشاء أسرارها مع زوجها , ولن تحصل إلا على المشكلات و الهموم فالضيق وخراب البيوت بعد ذلك .. ولتتأكد هؤلاء الراويات أن من قد يسمعن وينصتن لهن اليوم وهنّ ضاحكات سيتضجرن ويتأففن مما قد ترويه مستقبلا من كثرة التكرار وبسبب ارتفاع مؤشر الاستهجان والملل منهن ومن رواياتهن .. وأوكد على أن هذا الأمر قد لا يقبل حتى لو تحكي الأخت الشقيقة لأختها فهو أمر مرفوض فالاسرار أسرار ليست قابلة للنشر أبدا .. فما بالكم بالنساء العاملات أو الموظفات أو المعلمات اللاتي يجتمعن على شاطئ ( الفصفص وحب القرع وأباريق الشاي ) وهنّ يتداولن وينشرنّ غسيلهن أمام زميلاتهن ؟ وما الذي سيجنينه من مثل تلك الروايات سواء الصادقة أو الكاذبة ؟ ويؤكد علماء النفس أن ترويح الزوجة عن نفسها بالفضفضة إلى صديقاتها ونشر أسرار بيتها غالبًا ما يصنع من القلق والتوتر النفسي وقد يسبب الإحساس بالندم , والحسرة..
خلاصة القول: إن المحافظة على أسرار البيت عامة , وخصوصيات وأسرار العلاقة الزوجية وخلوتها خصوصا هو مطلب ديني يكون من باب الستر , وقد نهي عن عدم كشف العورات أو الإفضاء للآخرين بالاسرار. وهناك أمر أخر وهو يجب على الزوجين أن يحفظا أسرار حياتهما الزوجية حتى وهما في أوج الخلاف والشقاق .. فإن كثيرا من هذه السلبيات المنكشفة عن طريق أحد الزوجين ، مما يسبب الهتك لهما أو لأحدهما مما لا يرضى به الشارع لعبده وليتذكرا أن ما يدور في الحياة الزوجية ومملكة المرأة هو أمانة وملك خاص يجب على الزوجين المحافظة عليه وخصوصا الزوجة فإن التفريط بتلك الأسرار يذهب ثقة الزوج ولتحذر الزوجة أن تكون تلك الخصوصيات موضوعًا للثرثرة , أو الفضفضة , أو أحاديث مجالس , أو قناة كوميدية لترفيه النساء الأخريات فحياتك الزوجية أيتها الأنثى ليست لعبة ولا رواية , أو دارا للسينما.
الرئيسية 